أخبار عاجلة

د.حنان يوسف تكتب : المشهد بلا نساء….!!! فهل أكلت الثورات العربية بناتها؟

المشهد بلا نساء….!!! فهل أكلت الثورات العربية بناتها؟ “hanan whiteالمراة العربية ,, بعد التغيير السياسي “

د.حنان يوسف _ 2014__________

• المتأمل لحال الوطن العربي الان يجد نفسه حائرا أمام ما يشهده من موجات التحولات السياسية الجذرية التي عصفت ببعض الانظمة السياسية منذ سنوات قلائل والتي لاتزال حتي الان تلد كل يوما صراعات دموية وقوي جديدة تسعي الي ان تظهر في المشهد السياسي لتفرض ارادتها عليه في المنطقة العربية . وما بين مشهد مرتبك وسيولة سياسية غير مسبوقة قد يستعصي معها فهم المفردات والتراكيب الجديدة الغامضة لمحاولات اعادة الهيكلة في الوطن العربي الان وفرض شرق اوسط جديد ، فان الوضع مأساوي للمرأة العربية التي تعاني من أجحاف ظاهرلها ، وأزداد عنفه ما بعد هذه التغييرات السياسية منعكسا في ممارسات هي تجسيد حقيقي لاستمرار مسلسل الظلم الاجتماعي والذكوري المفروض عليها منذ أمد بعيد تارة بسبب أنظمة تقليدية وأوعية اجتماعية بالية، وأخري لاستغلالها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بل وقد يعود احيانا لعدم وعي الراة العربية ذاتها بحقوقها وتهاونها في المطالبة به . وللأسف رغم أن المرأة كانت لاعبا رئيسيا في المشاركة في عمليات التحولات السياسية وكانت رقما غالبا في نسب المشاركة بانواعها المختلفة سواء في المظاهرات والاحتجاجات ووصولا الي الي المشاركة المنظمة في الصناديق الانتخابية من اجل نيل استحقاقات مصيرية في انتخابات رئاسية كانت او برلمانية او حتي استفتاءات دستورية ، وبينما قامت الثورات العربية على أساس المطالبة بالحقوق المدنية، وليس فقط بالحقوق السياسية ، وشاركت فيها المرأة مشاركة إيجابية، إلا أنه حين حان وقت قطاف ثمار النصر، همشت المرأة العربية تهميشا كبيرا بحجج واهية ، ولم تشفع الديمقراطيات الجديدة للمرأة لكي تنال حصة عادلة في مسألة صنع القرار العام ، فقد أثبتت الديمقراطيات العربية أنها ديمقراطيات ذكورية، لا تعترف بحق المرأة إلا من خلف الستار ، فلقد تنكرالواقع السياسي الذي أفرزته التغييرات السياسية للمرأة بشكل يكاد يكون مخيفا وعلى عكس ما كان منتظرا فإن الربيع العربي قد عمق أزمة المرأة العربية ودفع بواقعها إلى انتكاسة عنيفة. فأي منصف عادل يستطيع ان يصاب بالاستفزاز من مشهد المراة العربية الان من خلال ما نلمحه من غياب واضح للمرأة العربية الان في المشهد السياسي المنظم او الحضور كوجه للتغيير، هذا غير النسب الهزيلة لتمثيلها في البرلمان العربية او تقلدها لمواقع صناع القرار ولا يستثني من ذلك احد سواء الاداء الرسمي لهذه الدول او حتي أداء الاحزاب والكيانات السياسية فيها حيث لايزال رؤية تمثيل المراة العربية هامشية وغير مؤثرة في صنع القرار في هذه الكيانات والمؤسسات . وتتزايد معدلات جرائم التحرش الجنسي والعنف ضد المراة في البلدان العربية وخاصة الدول التي طالتها رياح شرسة لما سمي ” بالربيع العربي ” ، فكانت النساء هي أبرز ضحاياها في مهب هذه الرياح ما بين تزايد القهر المجتمعي عليها وزيادة نسب النساء المعيلات في تزامن قبيح لارتفاع ظاهرة تأنيث الفقر وفقا لما تعلنه احصائيات منظمتي العمل العربية والدولية . ويبقي التساؤل الان : هل اصبح مقدرا علي النساء في الوطن العربي ان يصبحن ادوات أستغلال لتحقيق مأرب الاخرين ، بعد ان تم استعمالهن سابقا كلعبة جميلة وسلعة استهلاكية وروج لها كصورة سلبية خاطئة في ادوات مضللة للاعلام العربي والان تتحول الي مجرد ورقة استغلال لتحقيق مأرب ايدلوجية وسياسية . “صوتها ثورة” … وذو اهمية قصوي حينما يحتاجون اليها ، ولكن اذ جاء وقت استحقاقها لحقوقها المشروعة ورد الجميل لها ..”فصوتها عورة “لا يلتفت اليها هؤلاء ويتراجع دورها في الاجندة السياسية ومن ثمة الاجندات لاقتصادية والاجتماعية والثقافية . فهل ألتهمت الثورات العربية بناتها؟ ليس بعد …فنظرة دقيقة تُظهر أن العالم العربي يتغير، وأن النساء هن اللاتي يحددن سرعة التغيير ، ولكن من المهم ان تلملم النساء العربيات جراحهن سريعا وتعيد ترتيب اوراقهن بمعاونة التنظيمات النسائية الوطنية والمخلصة لقضية المراة من اجل الحصول علي كل حقوق المراة المشروعة في الحضور السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وان يعلم الجميع ان مشهدا سياسيا بلا نساء هو مشهد مختل ناقص وعاجز عن تقديم صورة متوازنة وديمقراطية لمجتمع سوي . فلا صلاح لمجتمع نصفه مهمش ومضطهد ومستغل وأذ أرادنا ان يكون لدينا مجتمعا عربيا ناهضا حقيقيا فعلينا بأعادة صياغة المشهد العربي ..ليصبح من مشهد عاجز بلا نساء الي مشهد سياسي ناضج ومتوازن ما بين ادوار متساوية للرجل والمراة في المشاركة في صنع القرار وبناء المجتمع العربي الافضل الذي نتمناه جميعا للأمة العربية .

شاهد أيضاً

ادانة الهجوم التركي علي شمال سوريا

أدانت أدانت المنظمة العربية للحوار برئاسة الدكتورة حنان يوسف، الهجوم التركي على شمال سوريا واصفة …