نتائج
دراسة حديثة تؤكد :الاعلام يقدم صورة نمطية سلبية للعامل ويحتقر المهن اليدوية
ويدع للفهلوة والمحسوبية في العمل
د.حنان
يوسف : تدعو لاستراتيجية اعلامية لتعزيز قيمة العمل
اثيتت دراسة حديثة قامت
بها د.حنان يوسف استاذ الاعلام بجامعة عين شمس والرئيس التنفيذي للمنظمة العربية
للحوار والتعاون الدولي ان بعض وسائل الاعلام
تكرس صورا نمطية سلبية لبعض المهن وبصفة خاصة المهن اليدوية كما انه لايعطي تقديرا
لقيمة العمل وتعزيز كفاءة العامل .
وصرحت د.يوسف بان
الدراسة التي اجرتها بالتعاون مع منظمة العمل العربية بجامعة الدول العربية قد اكدت علي ان: هناك تساؤل كبير حول دور الإعلام فى المساهمة فى الترويج لثقافة
ناجزة لمفهوم العمل وتحديد الطرق والآليات التي
تؤدى للحصول على فرصة عمل لا تعتمد على الواسطة والفهلوة وإنما بالاختبارات الحقيقية التي من شانها حصول العامل أو المهني العربي
على فرصة عمل ملائمة مما يفتح آفاقاً
جديدة وفرض مزيد من الاهتمام المشترك بموضوع
قيمة العمل واختبارات المهارات المعيارية للمهن وتحديد وسائل قياسها حيث ان
الملاحظ انه نادرا ما يلتزم الخطاب الاعلامي للقضايا العمالية فى التعرض لتعميق مفهوم العمل فى المهن والوظائف كشرط من شروط قياس
مستوى الأداء والمعلومات الوظيفية والاتجاهات السليمة المتعلقة بالمهنة وهو ما يجسد امتدادا للتناول الاعلامي لقضايا العمل وصورة ومفهوم
وقيمة العمل فى الخطاب الاعلامي العربي والذي ينعكس لدى فئات الجمهور المختلفة
وبصفة خاصة جمهور الشباب.
واضافت
بان الخطاب الاعلامي وبصفة خاصة المواد الدرامية الآنية تعكس أن فرص العمل الجيدة
تتاح فقط لمن لديه واسطة في مجالات العمل وتعكس هذه النتيجة فقد الثقة بأهمية
التفوق العلمي واكتساب مهارات شخصية مؤهلة لسوق العمل مما يؤدي إلى الاتكالية
واللامبالاة وفقد الثقة بالذات وبالمجتمع ومن هنا يفقد جدوى الاهتمام بتعميق قيمة
العمل مفهوم الاختبارات فى حد ذاته سواء قبل الترشح أو بعد حصوله على الوظيفة ويلاحظ أن الدراما في معظم الأحيان تؤكد أن
النماذج التي نجحت في الوصول لهدفها من النماذج السلبية ذات الصفات السلوكية
القائمة على الفهلوة – والرشوة والتلاعب بالآخرين ، كما أن الحافز المادي يشكل العامل الأساسي في اختيار
المهن المختلفة حتى على حساب نوعية التعليم وقد يرجع ذلك بسبب نقص المعلومات عن
هذه المهن والنظرة السلبية للمجتمع لبعض هذه المهن واعتبارها فى أسفل السلم المهني.
ومن جهة
اخري لا ينضح فى الخطاب الاعلامي بقوة
مبدأ الثواب والعقاب وغياب المحاسبة للمقصر في سوق العمل العربي مما يؤدى
إلى انتشار نظرة سلبية انعكست على مستوى الأداء في مجالات العمل حيث أصبح يتساوى
الجميع في الحصول على أجورهم مهما اختلف مستوى الجهد المبذول وتصبح الاختبارات
أداء نمطيا يستخدم بدون الاهتمام بتقييم
نتائجه أو الأخذ بها .
كما أن التليفزيون ووسائل الإعلام الأخرى تعطي صورة
سلبية للمهن اليدوية والحرفية ومما لا شك فيه أن وسائل الإعلام وخاصة التليفزيون تستطيع
أن تشكل صور ذهنية وصور نمطية لبعض المهن لدى أفراد المجتمع الذين لم يتعاملوا
تعامل مباشر مع هذه المهن فمن خلال التهويل والتجميل لبعض المهن أصبحت غاية للكثير
من الشباب العربي ومن خلال تهوين بعض المهن أصبح هناك عزوف عنها مما يهدد بانقراض
بعض المهن خاصة اليدوية منها والتي يختص بها المجتمع العربي.
واثبتت الدراسة
التحليلية إلى أن السمة الواضحة في تناول رجال المال والأعمال تكون في كثير من
الأحيان مدخلا لممارسة أنشطة غير مشروعة تحت مظلة العمل ومفهوم الاختبارات.، كما أن
هناك مهن برفض الامتهان بها وتساوي في ذلك الذكور والإناث مثل المهن التالية (عمال
نظافة – الصرف الصحي – ساعي – عاملة النظافة).فلا يزال المناخ الاجتماعي السائد في المجتمعات
العربية يلعب دوراً كبيراً في التأثير على نظرة أفراد المجتمع نحو بعض المهن مما
يعكس مؤشراً مؤداه أن في المستقبل القريب سوف تختفي بعض المهن تماماً أو يقوم بها
السكان غير الأصليين.
وعلى الرغم من أن العديد من الدول العربية تتسم
بكونها مجتمعات زراعية إلا الشباب قد يرفضوا العمل بمهنة الفلاحة ولعل ذلك يرتبط
بالصورة الذهنية التي شكلتها وسائل الإعلام لتلك المهنة حيث خلصت إحدى الدراسات الإعلامية التي حللت صورة
الفلاح في الدراما التليفزيونية أن المعالجة الدرامية لصورة الفلاح تنحصر في عدة
اتجاهات السخرية من الفلاح واستعلاء أهل
المدينة عليه والتركيز على صور الشقاء والبؤس لدى الفلاح بغرض الحث على تغيير
واقعه مما يكون صورة ذهنية لدى النشء والشباب عن هذه المهنة أدت إلى عزوف الأغلبية
العظمى من الشباب عن الالتحاق بالتعليم الزراعي وكليات الزراعة كما لازالت هناك
صور نمطية للمراة العاملة حيث استشهدت الدراسة بنوعية خاصة من اختبارات المهن التي تتقدم لها المرآة مثل مهنة مذيعة
التليفزيون والعاملات فى المهن الفنية والإعلانات على سبيل المثال فحتى لو اجتازت
اختبار المعلومات العامة والثقافة فان شرط أن تكون حسنة المظهر شرط أول وفى هذه
الحالة فان المشكلة تكمن فى تقليل قدر قيمة الاختبار من جهة ودفع المرآة للاعتماد على مظهرها الخارجي الانثوى كوسيلة
للعمل فعلى سبيل المثال فى الإعلان عن
مهنة السكرتيرة يحدد فى استقصاء اختبار شرط حسنة المظهر .
وقد طرحت
د.حنان يوسف في نهاية دراستها استراتيجية اعلامية كاملة تدعو الي تحفيز وتثمين
أهمية مشاركة الإعلام لمؤسسات العمل المختلفة فى تعزيز قيمة العمل و رفع كفاءة
وأداء الكوادر التعليمية والتدريبية العاملة فى مؤسسات التدريب , وذلك لأهمية
دورها فى توفير العمالة المدربة وفقا للاحتياجات الفعلية لسوق العمل. ويتم ذلك من
خلال المساهمة فى نشر المعرفة والتوعية والمساهمة فى تعزيز الفرص تدريبية وتأهيلي
فى مؤسسات العمل وفقا للتجهيزات المتوافرة والتي غالبا ما تكون أحدث من مثيلاتها
فى مؤسسات التعليم والتدريب المهني ، كما يتطلب الأمر من القائمين أو المعنيين
بوضع أو برسم السياسات التدريبية بالعمل ومفهوم الاختبارات على تحقيق التوازن بين المواصفات المهنية
والمواصفات المهارية والمتطلبات النفسية والصحية بهدف تفعيل الأداء ، على أن تتميز هذه السياسات بالمرونة لمواجهة
المتغيرات الطارئة التي تفرضها البيئة العامة المحيطة بالعمالة العربية إزاء
المعايير الدولية المتلاحقة التي تفرض البقاء للجودة والكفاءة وللأفضل الذي يمتلك
الأدوات الحقيقية للحاق ومواكبة متغيرات أسواق العمل العربية والإقليمية
والدولية وهى ما تتطلب تضافر جميع القوى
العربية بإطراف العمل المختلفة مع المؤسسات الرسمية الحكومية والهيئات غير
الحكومية حتى يستطيع الخطاب الاعلامي أن يقوم بدوره فى بيئة مواتية ومناسبة من اجل
مزيد من الارتقاء بوضعية العمالة العربية .