أخبار عاجلة

“خطاب عالمي مهم جدا ” بقلم د.ابراهيم قويدر عضو مجلس امناء المنظمة العربية للتعاون الدولي

خطاب عالمي مهم جدًّا

إبراهيم قويدر

إبراهيم قويدر

 

 

السادة رئيس وأعضاء مجلس الأمن

السيد الأمين العام للأمم المتحدة

يشهد العالم منذ بداية العام 2011 تحولات مهمة تقودها الشعوب من أجل القضاء على كافة أنماط وأشكال الاستبداد والفساد والتمييز وقهر الإنسان في معظم دول العالم الثالث بصفة عامة، والدول العربية بصفة خاصة، وقبل ذلك شاهدنا ثورة الشعوب في دول أوربا الشرقية وهي تحمل في مضمونها نفس الأسس والأسباب التي ثار عليها الشعب العربي في بعض أقطاره، فالإنسانية واحدة وأشكال الفساد والاستبداد واحتكار الثروة والسلطة واحد أيضًا في جميع أنحاء العالم، بل أصبح العديد من الطغاة والمستبدين يقتبسون من بعضهم البعض الوسائل والأساليب التي من خلالها يتقنون سرقة أموال وثروات شعوبهم، والعمل عل طمس هويتهم، وتحويلهم إلى عبيد في إمبراطورياتهم، التي وإن اختلفت تسمياتها فهي مؤسسة أسرية، وليست دولة بها شعب وأرض وعدل ومساواة.

من خلال القراءة المتأنية للأحداث في المجتمعات العربية وغيرها من المجتمعات، نستطيع أن نوجز الحالة المسببة لهذه الانتفاضات الشعبية في الفقرة التالية:

شعور يغلب على الحاكم وأسرته وحزبه أعوانه بأن البلد لهم وملكهم، حتى الناس أصبحوا عبيدا عندهم، هذا الشعور الذي يتنامى عند البعض ليصل إلى اعتقاد بأنهم موجودون بإرادة إلهية، وبالتالي يصابون بالغرور والغطرسة، ويصفون أنفسهم بالعظمة، وينظرون حتى لأعوانهم المقربين بأنفة عالية، أما أفراد الشعب فيدوسونهم بسيارات الحراسة ولا يضعون لهم أي اعتبار.

هذا الوضع النفسي الذي يصل إليه المستبد يحوله إلى طاغية يسعى لاستمرار تواجده في موقعه، محكمًا هو وأعوانه على السيطرة على البلد بكل الوسائل، وإذا بلغ به العمر أواخره يبدأ في التفكير في كيفية توريث أحد أبنائه.

وأنا على يقين تام بأن الشعوب العربيه بدأت تستيقض وتثور بفاعليه من اجل القضاء على التسلط والاستبداد والفساد واصبحت لا تحتمل وجود زعيم ورئيس مهما كان اكثر من عشرون عاما ولا شك ان الثورات الشعبيه الوطنيه هى التى تخلص المجتمعات من ادوات الحكم الظالمة وان الحريه لاتمنح بل تغتصب وتنتزع من ايدى سارقيها وسالبى حرية الناس وانا مؤمن ايمانا تاما بان الشعوب  بدأت تشق طريق انتصارها على الظلم والفساد الذى لا يأتى الا بالانتفاضه الشعبيه المؤمنه بالله وحريه الوطن والعدل والمساواة من هنا يكون الطريق ولا يوجد طريق سواه.

هذا هو الحال الذي يفترض أن يعالج عالميًّا من اجل المحافظة على مكتسبات الثورات الشعبيه واستمرار ضمان ما ثارت من اجله .

أن دراسة إمكانية وجود صك دولي يفرضه المجتمع الدولي من خلال قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة مع تعهد مجلس الأمن بتنفيذيه حتى لو أدى الأمر لاستعمال قوة البند السابع في مناصرة الشعوب بتدخل مباشر للقضاء على كل من لا يحترم هذا الصك، واقترح  وبصوت حر عالٍ أن يتضمن هذا الصك نقاطًا مهمة منها:

-حق التعبير والتظاهر السلمى ومنع استعمال العنف ضد المتظاهرين باى شكل من الاشكال .

– أن تكون الانتخابات الرئاسية لكل البلدان وفقًا لرقابة دولية، وتنشأ في الأمم المتحدة وكالة متخصصة لذلك مع المجلس العالمي لحقوق الإنسان.

– أن يتم التحديد الكامل لمدة الرئاسة، أو العمل في السلطة التنفيذية والتشريعية، مهما كان الموقع لفترة أربع سنوات تجدد لمرة واحدة، وفي حالة التجاوز يتدخل المجتمع الدولي لإيقاف ذلك.

– الدول التي بها ممالك تكون رئاسة الجهاز التنفيذي لمجلس الوزراء المنتخب، والملك يعمل كملك دستوري، وليس حاكمًا، والدول التي تعمل بالنظام الجمهوري تكون العملية التنفيذية من خلال مجلس الوزراء المحاسب أمام البرلمان، أي الجمهورية البرلمانية، وإذا ارتأت بعض الدول استخدام النظام الجمهوري الرئاسي لظروف خاصة بها فإنه يسمح لها بذلك؛ ولكن إسقاط أو تعين مجلس الوزراء يرتبط بموافقة البرلمان المنتخب، وحل البرلمان يكون باستفتاء شعبي ولا يكون بيد الرئيس.

– منح صلاحيات للمنظمة العالمية للشفافية تقضي بأن يقدم لها كل رئيس دولة أو حاكم مهما كانت تسميته بإقرار لكل ثرواته قبل استلامه عمله، ويحق للمنظمة مع كافة المؤسسات الدولية متابعة نشاط الحكام الخاصة، هم وأسرهم، وبعد انتهاء المدة، وبعد فحص الوضع المالي للرئيس، يصدر بشأن ذلك براءة ذمة أو التحفظ على البعض أو الكل من الثروة.

*****

قد يقول البعض: إنني أحلم؛ لكنى أقول: لماذا لا؟! قد يصبح هذا الحلم حقيقة يومًا ما، وعلى أية حال فإنه يمكن أن تضاف إلى ما قدمته من أسس نقاط أخرى؛ ولكن هذا العمل الدولي لو استطاع بان كي مون أن يحققه مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتبنى المنهاج الديمقراطي كما تقول، فإنه سيحدث نقلة عالمية، وسيكون اختبارًا لهذه الدول تستطيع من خلاله أن تعمل من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وليست كما هي متهمة بديمقراطيتها داخل مجتمعاتها فقط، أما الدول الأخرى، فإنها تتعامل مع الديمقراطيات فيها وفقًا لمصالحها القومية والأمنية والاقتصادية!

عموما الثورات تلتهب فى الشارع العربى من اجل الاصلاح وتحقيق الديمقراطيه والحريه وان التصدى لها بالعنف سيكون حتما نتيجته نهاية كل نظام ظالم يتعامل بعنف مع ناسه وشعبه ولينصر الله الحق ومريديه من الثوار الشباب الانقياء فى مشاعرهم الصادقين فى نواياهم .

بنغازي في 13.2.2011

د.ابراهيم قويدر

I_guidr@hotmail.com

I_guider@yaho.com

 

التاريخ : 16/2/2011 ليبيا اليوم

 

 

 

شاهد أيضاً

Jالنمو الواعي مبادرة جديدة للمنظمة العربية للحوار

د حنان يوسف : هدفنا الوعي بالتنمية المستدامة ٢٠٣٠ —– أطلقت المنظمة العربية للحوار مبادرة …